responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 68


نعم القرآن العزيز مثله الأعلى ومهمته الأولى هي الدعوة إلى الله وتقوية الاعتقاد بالمبدأ والمعاد ، ونشر الفضيلة ، وقمع الرذيلة ، ولكن بما انه كتاب الأبد وسفر الخلود ، والمعجزة الباقية - تعرض تلويحاً مرة وتصريحاً أخرى - وبين التصريح والتلويح ثالثة إلى فلسفة التكوين وبدء الخليقة ، وبعض اسرار الطبيعة ، ولا يبعد أن يكون أمثال قوله تعالى : [ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ] [1] ثم فصلها في سورة ( فصلت ) بقوله تعالى : [ خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ] [2] . وجعل فيها رواسي وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام - إلى قوله - فقضاهن سبع سماوات في يومين ، وقوله عز شأنه : [ خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ] [3] . نعم لا يبعد أن يكون عز شأنه أشار بهذه الآيات إلى أدوار الأرض ، وطبقاتها ومبادئ تكوينها من الغاز ثم البخار ثم الجليد ثم التراب وهكذا وفق ما اهتدى إليه العلم الحديث ، وما سيكشفه البحث والتنقيب في المستقبل فأن من المراد بهذه الآيات تلك المعاني والمقاصد فذاك وإلا فلا يقدح بكرامة القرآن العظيم خلوه من ذلك فإنه مسوق لغير هذه الغاية . نعم هو مسوغ لتلك المقاصد الشريفة ، والغايات المقدسة التي لو أخذ الناس بها لأصبحت الدنيا جنة من جنان الفردوس التي وعد الله بها عباده المتقين فليس في القرآن الكريم نص صريح بتلك الأمور حتى نقول انها توافق الإسلام أو تخالف .



[1] سورة يونس آية : 3 .
[2] سورة فصلت آية : 9 - 10 - 11 - 12 .
[3] سورة الطلاق آية : 12 .

68

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست