وتطبيقها مع الأفلاك التي تقول بها الهيئة القديمة وكذا تطبيقها مع الهيئة الجديدة لا تطمئن به النفس وأيضاً أي دليل دلّ صريحاً من الكتاب والسنة على كون العرش والكرسي شيئاً جسمانياً المرجوّ من لطفكم العميم أم تكشفوا لنا الغطاء عن هذه المعضلة . ( الجواب ) ظاهر القرآن العزيز ان السماوات أجسام وأجرام مبدأها دخان [ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ] [1] ولعله كناية عن الغاز أو الأثير أو ما أشبه ذلك من العناصر اللطيفة الشفافة السائلة ثم تماسكت وجمدت كما تشير إليه بعض خطب أمير المؤمنين عليه السّلام في النهج وغيره ، وهذا قريب إلى ما تصوره الهيئة القديمة من الأفلاك السبعة بل التسعة من فلك الأفلاك إلى فلك القمر وان كل واحد منهما جسم أثيري مستدير لا يقبل الخرق والألتئام والكوكب يعني زحل والمشتري والمريخ وأخواتها كل واحد منها مركوز في ثخن فلكه وفرضوا لبعضها حوائل وموائل وجوزهرات إلى تمام ما هو مبسوط في الهيئة القديمة من الحدسيات ونحوها مما اضطرهم إلى فرضه حركات تلك الكواكب السبعة ولا سيّما الخمسة المتحيرة منها ذوات الرجوع والإقامة والاستقامة نعم ما هو الظاهر من الشرع في السماوات والكواكب لا ينطبق على الهيئة الحديثة بل هي قديمة أيضاً فإنها مبنية على الفضاء الغير المتناهي وكل كوكب يتحرك في ذلك الفضاء في مدار مخصوص ويرتسم من حركته فلك أي دائرة لا ينفك سيره عليها ، وفرضوا شموساً ولكل شمس