responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 43

إسم الكتاب : الفردوس الأعلى ( عدد الصفحات : 316)


الفارسي وأبي ذر الغفاري وأضرابهم من الملازمين لبيت النبوة والواصلين ببركة ملازمتهم لمعادن العلم وخزان الحكمة إلى مرتبة صاروا بها في غنى عن الصناعات العلمية والقواعد الرسمية ووصلوا إلى النتيجة من أقرب الطرف وأسهلها وأكمل السبل وأشرفها .
فمن أراد الخوض في تلك المطالب الحكمية والغوص في بحار المباحث العلمية فاللازم له أخذها وتعلمها من أساتذة الفن وأكابر الصناعة والتلمُّذ لديهم والتعلم منهم مدة طويلة وسنين عديدة كما هو الشأن في تعلم كل علم وصناعة ولا يكتفي بمحض المطالعة ومجرد النظر في كتب القوم ومؤلفات الحكماء كما هو دأب بعض الناس وديدن كثير من الاشخاص من دون ان يتلمذ عند أستاذ وإلا فلا محيص له إلا ان يضل عن الطريق ولا محالة يقع في إحدى المفسدتين ويتورط في إحدى المهلكتين أما الوقوع بنفسه في الكفر أو تكفير قوم بغير حق .
وقد رأيت في خلال هذه الأيام رسالة خطّية ألفها أحد الأعاظم من العلماء المعاصرين وقد توفى في هذه السنة وكان موضوع تلك الرسالة ابطال هذه القاعدة أعني « الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد » وأورد فيها بزعمه ايرادات كثيرة على الحكماء فطالعتها برهة وقرأتها مدة فرأيت ان هذا الرجل الجليل تحمل المشقات الكادحة وأتعب نفسه في ايراد المناقشات والطعون والايرادت وليته تحمل تلك المشقات والرياضات ولا أقل من صرف بعض تلك المشاق في فهم كلمات الحكماء وتفهّم مرادهم من - هذه القاعدة - ولم يقع في ورطة الايراد والأشكال وقلت لتلميذ هذا الرجل الجليل

43

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست