responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 271


( عليه السّلام ) ان الله يسلط عليه تسعة وتسعين تنيناً لو ان واحداً منها نفخ على الأرض ما أنبتت شجراً أبداً ، وروى الجمهور هذا المضمون بهذا العدد الخاص أيضاً عن النبي ( ص ) قال : بعض أصحاب الحال ولا ينبغي ان يتعجب من التخصيص بهذا العدد فلعل عدد هذه الحيات يقدر عدد الصفات المذمومة من الكبر والرياء والحسد والحقد وسائر الأخلاق والملكات الردية فإنما تتشعب وتتنوع أنواعاً كثيرة وهي بعينها تنقلب حيات في تلك النشأة انتهى .
وأقول : ان التعبير الأصح هو ما قلناه من انها هي بعينها حيات في تلك النشأة وفي هذه لا أنها تنقلب ولكنما الدنيا غلاف الآخرة وقشرها والآخرة هي اللب والحقيقة وهي موجودة حالاً في باطن الدنيا كما يشير إليه قوله تعالى : [ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ] [1] [ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ] [2] واسم الفاعل حقيقة فيما تلبس بالمبدأ حالاً لا ما يتلبس به في المستقبل نعم الآخرة داخلة في الدنيا دخول الرقيقة في الحقيقة والمعنى في اللفظ والروح في الجسم والهيولي مع الصورة من هنا يتجه ببعض الأعتبارات دعوى اتحاد الدنيا مع الآخرة اتحاداً حقيقياً والاتحاد الحقيقي كما مرت الإشارة إليه هو اتحاد المتحصل مع غير المتحصل يعني اتحاد ما بالقوة مع ما بالفعل كاتحاد المادة بالصورة والجنس مع الفصل تحقيقاً واعتبار اما الشيئان المتحصلان فلا يتحدان أبداً كما ان الشيئين غير المتحصلين يستحيل ان يكونا متحدين إلا اعتباراً وجعلاً لا حقيقة وواقعاً



[1] سورة الروم آية : 7 .
[2] سورة العنكبوت آية : 46 .

271

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست