ما اشتمل عليه من الجوارح والأعضاء ، تجد لكل جارحة ، ولكل عضو وظيفة معينة لا يتعداها ولا يشاركه غيره فيها فوظيفة العين مثلاً النظر ، ووظيفة الأذن السمع فلا الأذن تتدخل يوماً في وظيفة البصر ولا العين تتدخل يوماً بوظيفة السمع بل كل منها ملازم لوظيفته لا يتعداها ولا يتجاوز إلى ما سواها وهكذا جميع الأعضاء والجوارح بل حتى الشرايين والعروق والوردة والشغاف واللحم والدم والعظم والقلب والكبد والرئة والدماغ ، بل وخلايا الدماغ ، بل وكريات الدم البيض والحمر لكل منها وظيفة معينة ، وعمل خاص ، لا يتجاوزه إلى غيره والكل والجميع وان كان يعمل لغاية واحدة ويرمى إلى هدف واحد وهو حراسة هذه المدينة وترميم ما يتداعى منها ودفع العداء المتهاجمين عليها لقلع قلاعها وردم حصونها ولكن كل واحد من أولئك العمال والموظفين يقوم بعمله مستقلاً كأنه ليس له أي ارتباط بالآخر موجوداً أم لا ، فالعين تبصر وتؤدي وظيفتها سواء كانت الأذن موجودة أم مفقودة ، وسواء قامت بوظيفتها تماماً أم قصرت فيها وهكذا كل واحد من الأعضاء والجوارح الظاهرة أو الباطنة