responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 246


الملائكة ، وكل هذه الأحوال انما هي لهذا البدن الأثيري المثالي لا للعنصري ولا للروح فإنها ترقى إلى عالم المجردات المحضة بعد كمالها لا إلى الأجسام الفلكية والعوالم الأثيرية . وعلى كلّ فيغنيك الوجدان عن البرهان في اثبات تلك الأبدان - الأبدان المثالية التي هي أنت وأنت هي وبقاؤك به لا بهذا الجسد العنصري الذي قد عرفت انه في كل برهة يتلاشى ولا يبقى منه شيء ثم يتجدد وتتعاقب في تقويمه الصور صورة بعد صورة وهيئة بعد هيئة وهو الذي يستعمل الحواس ويستخدمها وتملي عليه الروح المعارف والأمور العامة فيمليها على القلب واللسان .
انظر إذا كنت تحفظ سورة من القرآن أو خطبة من الخطب أو قصيدة من الشعر فربما تلوتها في نفسك وقرأتها في خاطرك فتجد كأن شخصاً في طويتك يتلوها عليك كلمة كلمة وأنت سامد ساكن لم تفتح فماً ولم تحرك لساناً وطالما كنتُ امسك القلم بأناملي فأجد كأن انساناً أو ملاكاً يملي علي الخطبة أو الشعر أو المقال ويجري مع القلم من دون فكرة ولا روية كأني أنقله من كتاب امامي وليس شيء من هذه الاعمال من وظائف الروح والنفس وانما وظائفها العلم والادراك ومعرفة الكليات المجردة والأمور العامة مثل ان الكثرة هي الوحدة والوحدة هي الكثرة وان العلة تعالي المعلول والمعلول تنازل العلة وان الغاية هي الرجوع إلى البداية والبداية هي النهاية وأمثال هذه من قواعد الحدوث والقدم والوجوب والامكان والجواهر والاعراض كما انها أيضاً ليست من وظائف الجسد المادي الحي فان وظيفته ادراك الجزئيات وثورة العواطف

246

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست