responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 241


( 2 ) فصل ووصل لعلك تقول : إذا كان هذا الهيكل الانساني عبارة عن صور متعاقبة يتلو بعضها بعضاً ويتصل بعضها ببعض إذاً فشخصية كل فرد من هذا النوع بماذا تتحقق ؟ وتعينّة بأي شيء يكون ؟ والماد بنفسها غير متحصّلة فكيف يتحصل بها غيرها وهي صرف القوة والاستعداد ؟ فنقول : فليكن هذا أيضاً من أحد الأدلة على وجود النفس المجرّدة ذاتاً المادية تعلقاً وتصرفاً وتشخّص كل فرد وتعيّنه انما يكون بتلك النفس التي تتعلق بتلك الصور المختلفة المتعاقبة بنحو الاتصال على المادة المبهمة والهيولي الأولي التي لا توجد ولا تخرج من القوة إلى الفعل إلاّ بصورة من الصور وهي متحدة معها وجوداً منفكة عنها تعقلاً ومفهوماً والنفس الجزئية المستمدة من النفوس الكلية حافظة لها معاً وهي أيضاً متحدة بهما وجوداً ومتصلة بهما ذاتاً وتواكب وتصاحب كل تلك الصور المتعاقبة على نحو الاتصال والواحد السيال .
وأضرب لك مثلاً محسوساً لتقريب ذاك إلى ذهنك واستحضاره بعقلك أرأيت النهر الجاري في الليلة القمراء ؟ حيث يطل القمر على الماء المتدافع وكل موجة تأتي يشع القمر عليها وترتسم صورته فيها ثم تمضي وتأتي موجة أخرى ترتسم صورة القمر فيها وهكذا حتى يجف الماء ويغيب البدر فالقمر هو النفس والنهر هو البدن والموجات المتدافعة من الينبوع هي الصور المتعاقبة على البدن التي يشرق عليها ويتحد مع كل واحدة منها وهي مع كثرتها واحدة ومع انفصال بعضها عن بعض متصلة والنهر واحد

241

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست