روا باشد أنا الحق از درختي * جرا نبود روا از نيك بختي يقول من ذا يستطيع غير الحق ان يقول أنا الحق وإذا صح وحسن من الشجرة ان تقول أنا الله فلماذا لا يحسن ذلك من العارف الحسن الحظ وحقاً أقول انَّ من أجال فكره وأمعن النظر في جملة من آيات القرآن العزيز وكلمات النبي والأئمة المعصومين ( عليهم السّلام ) وأدعيتهم وأورادهم سيجد في الكثير منها الإشارة إلى تلك النظرية العبقرية ، وقد شاعت كلمة رسول الله ( ص ) وهي قوله ( سلام الله عليه ) : ( أصدق كلمة قالها شاعر قول لبيد ) ( 3 ) : ( ألا كل شيء ما خلا الله باطل ) ( 4 ) وقد تضمنت هذه الكلمة في طياتها كل ما قاله العرفاء الشامخون من ان الأشياء اعدام إذ ليس الباطل إلا العدم وليس الحق إلاّ الوجود
( 1 ) لبيد بن ربيعة العامري الأنصاري من الشعراء المخضرمين يقال انه مات في زمن معاوية وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة ولم يقل شعراً في الإسلام إلا بيتاً واحداً وهو قوله : الحمد لله إذ لم يأتني أجلي * حتى كساني من الإسلام سربالا وقال له عمر أنشدني من شعرك فقرأ سورة البقرة وقال : ما كنت لأقول شعراً بعد إذ علمني الله سورة البقرة . الشعر والشعراء لأبن قتيبة ص 50 ط 1 مصر سنة ( 1322 ) ه . ( 2 ) والمصرع الثاني قوله : ( وكل نعيم لا محالة زائل ) وبعده هذا البيت : سوى جنة الفردوس ان نعيمها * يدوم وان الموت لا بد نازل