ولا خطر على قلب بشر وههنا اسرار عميقة ومباحث دقيقة لا تحيط بها العبارة ولا تدركها الإشارة فلنتركها لأهلها ، ونسأله تعالى ان يفيض علينا من فضله بفضلها ، نعم لا ريب ان كل طائفة اندس فيها من ليس من أهلها من الدخلاء ، وأهل الأهواء حتى يكاد ان يغلبوا على أربابها الأصحاء ، فلا ينبغي ضرب الجميع بسهم واحد وأخذهم أو نبذهم على سواء كما ان بعض ان بعض المتطرفين المتوغلين في الغرام والهيام والشوق إلى ذلك المقام الأسمى قد توقدت شعلة المعرفة في قلوبهم فلم يستطيعوا ضبط عقولهم وألسنتهم فصدرت منهم شطحات لا تليق بمقام العبودية مثل قول بعضهم ( أنا الحق ) ( وما في جبتي إلا الحق ) وأعظم منها في الجرأة والغلظ والشطط قول بعضهم ( سبحاني ما أعظم شأني ) وهذه الكلمات قد حملها الثابتون منهم على انها صدرت من البعض حالة المحو لا حالة الصحو ، وفي مقام الفناء في