أو انه من المشترك المعنوي فوجود النار ووجود الماء في باب المفاهيم ووجود زيد ، ووجود عمرو في باب المصاديق شيء واحد وحقيقة فاردة وانما التبائن والتعدد في الماهيات المنتزعة من حدود الوجود وتعينات القيود فحقيقة الوجود من حيث هو واحدة بكل معاني الوحدة ، وما به الامتياز هو عين ما به الاشتراك فتدبر هذه الجملة جيداً كي تصل إلى معناها جيداً ، وحيث ان القول الأول يستلزم محاذير قطعية الفساد وما يستلزم الفاسد فاسد قطعاً ، ومن بعض محاذيره لزوم العزلة بين وجود الواجب ووجود الممكن وعدم السنخية بين العلة والمعلول المنتهي إلى بطلان التوحيد من أصله وأساسه ، والى هذا أشار سيد الموحدين واما العلماء الشامخين أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) حيث يقول : ( توحيده تمييزه عن خلقه وحكم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة ) ولله هذه الحكمة الشامخة والكلمة الباذخة ما أجلها وأجمعها لقواعد التوحيد والتجريد والتنزيه ودحض التشبيه ، والأصح الذي لا غبار عليه ان حقيقة الوجود من حيث هي واحدة لا تعدد فيها ولا تكرار بل كل حقيقة من الحقائق وماهية من الماهيات أيضاً بالنظر إلى ذاتها مجردة عن كل ما سواها يستحيل تعددها وتكررها ومن قواعد الحكمة المتفق عليها ان ( حقيقة الشيء لا تتثنى ولا تتكرر والماهيات انما تتكثر وتتكرر بالوجود ) كما ان الوجود انما يتكثر بالماهيات والحدود يعني ان ماهية الانسان وحقيقته النوعية انما تكثرت بالأفراد العينية والمصاديق الخارجية والتعيّن انما جاء من الوجود وبه تكررت الماهية وتكثّرت ، ولولا الوجود لما