الصوري والنقل الانشائي اللغوي في الايجاب والقبول في المحل القابل عرفاً وعقلاً مستلزم للتمليك الحقيقي والنقل الواقعي كالكسر والانكسار لا ينفك أحدهما عن الآخر أبداً لا ذهناً ولا خارجاً نعم الكسر والانكسار من الأمور الخارجية التي ليس لها مرتبة إنشاء كالبيع فهما يشابهان العقد وأثره أعني ان النقل الحقيقي من جهة ، ويختلفان عنه من جهة ، وكذا الأبوة والبنوّة والخلاصة ان البيع الحقيقي لا ينفك أبداً عن العقد في المحل القابل في نظر الناقل وغير الناقل ، . . نعم قد يقع في الاعتبار الغير الصحيح تحقق التملك الحقيقي بدون قبول المالك كما يتملك أرباب النهب والغصب أموال المغصوبين والمنهوبين بمجرد الاستيلاء . وهذا مع انه ليس بيعاً حتى عند الغاصب خارج عما نحن فيه من الاعتبارات الصحيحة ، ومما ذكرنا من توضيح حقيقة البيع ظهر لك انه مختص بحسب طباعه وجوهر معناه بنقل الأعيان لا انه اصطلاح من الفقهاء فقط ( كما يظهر منه قده ) في أول البحث كيف وقد صرح بعده بقليل انه ليس له حقيقة شرعية ولا متشرّعية بل هو باق على معناه العرفي . ولا يخفى ان البيع المبحوث عن معناه في المقام ما هو عمل البائع لا ما هو عملهما معاً غايته ان عمل البائع وتمليكه العين وتملكه الثمن لا يكون حقيقياً عند العقلاء بل وفي نظره إلا بالقبول اما المبادلة بين المالين فهي من عمله فقط والمشتري قد امضى تلك المبادلة ورضي بها ، فما أورده بعض أساتيذنا في حاشيته من ان المبادلة من عمل البائع والمشتري والبيع المقصود بالتعريف هو عمل البائع غير سديد