الخشونة والصلابة ، وان يكونوا أشداء وأقوياء ، ولما كان في الحرير والذهب من النعومة والطراوة والميعان واللمعان ما ليس في غيرهما حرمهما على الرجال لعلمه تعالى ولعله من المشاهد المحسوس ان الزينة بمثل هذه الأشياء يوجب التأنّث والتخنث وسفالة الهمة والميل والانقياد إلى الشهوات البهيمية ، ويسقط همة الرجل فيها عن السمو إلى نيل المعالي وعظائم الفتوح وعزائم الروح ، ولا يقاس هذا بلبس الأحجار الكريمة والجواهر الثمينة فإنها توجب العزة والكرامة والسمو وعلو الهمة ، وأين هذا من نعومة الحرير ولمعن الذهب التي تلائم ربات الحجال . ويجب ان تترفع عنها الرجال حتى لو لم يحرمهما الشارع . فلله شريعة الإسلام ما أعظمها وأجلها ولله هذه الأمة المسلمة ما أضعفها وأجهلها والحكم لله ولا حول ولا قوة إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب . مسألة مهمة وهي مسألة الفرق بين الحقوق والأحكام [1] الحق نحو سلطنة والسلطنة عبارة عن القاهرية والتسلط ولها مراتب كثيرة أعلاها وأجلها هو سلطنة الحق تعالى شأنه وقهاريته على مخلوقاته وهو حق لا يتغير ولا يتبدل ولا ينتقل بحال أبداً ، ويستحيل سقوطه بوجه من الوجوه وهو ذاتي متأصّل ، واليه ترجع سائر الحقوق بل الحقوق كلها له جلَّ شأنه ، وبسلطنته خلق الخلق وثبت الحق فحق الخالقّية والإيجاد والجعل والتكوين
[1] هذه المسألة بقلمه الشريف هي مختصر ما ألقاه شيخنا الإمام دام ظله في حوزة الدرس قبل ثلاثين سنة في النجف الأشرف الجامعة الكبرى للشيعة الأمامية .