( السؤال الخامس ) ولد الزنا هل له نجاة في الآخرة أم لا ؟ . ، وفرض كونه من الهالكين خلاف مقتضى العدل لأن الذنب على أبويه . ( الجواب ) ولد الزنا حسب قواعد العدلية المطابقة للموازين العقلية والأدلة القطعية - من أنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، ولا يعقب شخص بجريمة غيره فحاله إذاً حال سائر المكلفين ان اختار الطاعة وعمل الخير فهو من أهل الجنة والنعيم ، وان اختار المعصية وعمل الشر كان من أهل الجحيم وكل ما في الأخبار مما ينافي هذا فلابد من تأويلها ، وحملها على ما لا ينافي تلك القاعدة المحكمة ، وخبث نطفته وشقاوة أبويه ليسا بحيث يسلبان القدرة والاختيار على الطاعة والمعصية فهذه الأخبار كأخبار الطينة والسعادة والشقاوة مثل انه تعالى قبض قبضة من طينة البشر وقال : هذه للنار ولا أبالي ، وقبض أخرى وقال هذه للجنة ولا أبالي ، وأمثال قوله تعالى [ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ] [1] ، [ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ] [2] ، وهي كثيرة في القرآن العزيز مما يدل بظاهره ان الإغواء والإضلال والطبع والشقاء هو من الله قهراً وجبراً على العباد وليس ذلك هو المراد قطعاً ولا مجال لبسط الكلام في هذا المقام بأكثر من هذا .
[1] سورة التوبة آية : 93 . [2] سورة الجاثية آية : 23 .