( السؤال الثالث ) ذكر علماء الهيئة ان سبب الخسوف هو حيلولة الأرض بين القمر والشمس ، وسبب الكسوف هو حيلولة القمر بين الأرض والشمس وبهذا يعلم المنجمون وقت الخسوف والكسوف ، فحينئذ أي ربط بين ما ذكروه وبين ما في بعض الاخبار بان سببهما كثرة الذنوب وهاتان من علامة غضب الله ، فكيف يعلم المنجمون وقت غضب الله . فلو فرضنا عدم وجود انسان في الدنيا لا يكون خسوف ولا كسوف ؟ . . ( الجواب ) ما ذكره علماء الهيئة في سببهما كاد يكون محسوساً أو كالمحسوس اما ما ورد في الاخبار من ان سببهما كثرة الذنوب فهو مضافاً إلى ضعفها المانع عن جواز التعويل عليها ومعارضة بعض الأحاديث النبوية لها الواردة في الخسوف المقارن لموت إبراهيم بن رسول الله « ص » واعتقاد الناس ان ذلك لموت إبراهيم فردعهم النبي « ص » وخطب قائلاً : ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان بموت أحد ولا لحياة أحد ، الخ . يمكن تأويلها وحملها على إرادة المعنى الكنائي : وهي ان كثرة الذنوب هي التي تطمس نور الشمس الهداية وتذهب بنور أقمار العقول . فالذنوب هي التي ينخسف بها قمر العقل وينكسف شمس المعرفة فلا يبقى للعقل ولا للمعارف أثر كما ينكسف الشمس بحيلولة القمر ، والقمر بحيلولة الأرض ، وهذا معنى حسن ومقبول عند ذوي العقول وان أبيت فطرح تلك الاخبار هو الأصح والله العالم .