الروح بالبدن بين حالتي النوم واليقضة أو الصحو والسكر . وعلى ذكر حديث التناسخ نذكر ان بعض المتنطعين الذين يتكلفون ما ليس من شأنهم كتب إلينا من ( بغداد ) كتاباً مطولاً يقول فيه ما خلاصته : انّ بعض الآيات في القرآن العزيز تدل على التناسخ ولماذا يحملها علماء الأديان على غير ظاهرها وذلك مثل قوله تعالى : [ رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ] [1] فان ظاهر الإماتة يقتضي ان تكون هناك حياة قبلها ولازم ذلك ان قبل هذه الحياة حياة وقبل هذا الموت الذي نحمل بعده إلى القبر موتاً وهذا هو التناسخ وقد أجبناه عن هذا التوهم ولعل الكتاب والجواب قد أثبتا في كتابنا « دائرة المعارف العليا » وقد تعرض المفسرون لتوجيه هذه الآية بوجوه أربعة كلها تصادم مبدأ التناسخ وقد استعمل الكتاب الموت والميت فيمن لم يعلم بأن له حياة سابقة أو معلوم عدمها [ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ] [2] ، [ فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ ] [3] ، [ كَيْفَ يُحْيِ الأَرْضَ بعْدَ مَوْتِهَا ] ( 1 ) ، إلى كثير من أمثالها وأصح وأصرح من الجميع قوله : [ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ] ( 2 ) وهو من العدم في مقابل الملكة كقولك للأعمى ذهب بصره ولا تقوله للحجر ومثله صغّر الله جسم البقة وكبّر جسد الفيل وضيق فم الركية ، وفي هذا كفاية ان شاء الله ونقل الشيخ البهائي انّ الكتب الكلامية احتجوا بها على اثبات عذاب القبر فراجع .
[1] سورة المؤمنون آية : 11 . [2] سورة الأنعام آية : 122 . [3] سورة فاطر آية : 9 . ( 4 ) سورة الروم آية : 50 . ( 5 ) سورة البقرة آية : 28 .