يمدح عليه . ثانيهما : العناوين التي لو خلّيت ونفسها لكانت ممدوحاً أو مذموماً عليها ، كالصدق والكذب ; فإنّ الأوّل حسن في حدّ ذاته ، والثاني قبيح في حدّ ذاته ، ولكن إذا عرض الصدقَ عنوانُ إهلاك المؤمن ، وعرض الكذبَ عنوانُ إنجاء المؤمن ، اندرج الأوّل تحت عنوان الظلم والثاني تحت عنوان الإحسان ، مع انحفاظ عنوان الصدق والكذب . وأمّا غير هذين القسمين من عناوين الأشياء فهي غير موصوفة لا بالحسن ولا بالقبح ، لا بالذات ولا لو خلّيت وذاتها ، بل دائماً توصف أحدهما بالعرض بقول مطلق . وعليه فما يوجب المدح والقرب لا بدّ من اندراجه بالذات أو بالعرض تحت عنوان محكوم بالحسن بالمعنى المزبور ، فما كان حسناً بذاته - بأحد المعنيين - لا يتوقّف إيجابه للقرب على الأمر به ولا على إتيانه بداعي أمره ، كالتخضّع للمولى والتخشّع له وشكر نعمته وتعظيمه بما يكون في المتعارف إعظاماً له ; فإنّ هذه العناوين الحسنة قابلة للإضافة بذاتها إلى المولى من غير طريق دعوة الأمر » [1] . الرابع : صرّح الحكماء بأنّ الحسن بمعنى استحقاق المدح ، والقبح بمعنى استحقاق الذمّ عند العقلاء ، من القضايا المشهورة عند المناطقة ، والمشهورات لا واقع لها إلاّ تطابق آراء العقلاء ، فمعنى حسن العدل : أنّ فاعله ممدوح لدى العقلاء ، ومعنى قبح الظلم : أنّ فاعله مذموم عندهم .