< فهرس الموضوعات > في بيان معاني الحسن والقبح وتعيين محلّ النزاع < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > بيان أنّ القاعدة تختصّ ببعض الافعال < / فهرس الموضوعات > الأوّل : للحسن والقبح معان ثلاثة : الأوّل : الكمال والنقص ، فيقال : « العلم حسن » أي كمال للنفس ، و « الجهل قبيح » أي أنّه نقص فيها . الثاني : الملاءمة للنفس والمنافرة لها ، فيقال : « الأكل عند الجوع حسن وعند الشبع قبيح » يعنون أنّ الأوّل ملائم ولذيذ ، والثاني منافر ويتبعه الألم والمرض . الثالث : كون الحَسَن ممدوحاً عند العقلاء والقبيح مذموماً ، فالعدل ممدوح عندهم والظلم مذموم . ومحلّ النزاع هو المعنى الثالث ، وأمّا الأوّلان فهما مورد اتّفاق بين الأشاعرة والمعتزلة [1] . الثاني : الأشياء من جهة الحسن والقبح مختلفة : فبعضها حسن بالذات أو قبيح كذلك ، مثل العدل والظلم ; فإنّ العدل حسن ذاتاً بحيث لا يحتاج حسنه إلى طروّ عنوان آخر ، ومحال أن يتخلّف الحسن عنه أبداً ، فهو علّة تامّة للحسن ، كما أنّ الظلم قبيح كذلك . وبعضها مقتض للحسن أو القبح ، نظير الصدق والكذب ; فإنّ الصدق حسن إذا لم يكن سبباً لهلاك نفس وتلف مال وذهاب عرض مثلاً ، والكذب قبيح إذا لم يطرأ عليه عنوان نجاة مؤمن مثلاً ، فهما مقتضيان للحسن والقبح ، وتأثير المقتضي منوط بعدم طروء عنوان يمنع من تأثيره فيما يقتضيه ، وهذا معنى ما يقال : إنّ حسن بعض الأشياء أو قبحها بالوجوه والاعتبارات .
[1] راجع أُصول الفقه ( للمظفر ) : التحسين والتقبيح العقليان : ج 2 ص 216 فما بعدها .