على ما فهمناه من التذكرة » [1] . ولقد أجاد فيما أفاد ، إلاّ أنّه تفسير للسفه بالنسبة إلى الأموال كما هو الظاهر من الآيات والروايات ، وبه صرّح صاحب الجواهر بقوله : « وأمّا السفيه بالنسبة إلى الأموال فهو الذي يصرف أمواله في غير الأغراض الصحيحة عند العقلاء ولو أبناء الدنيا » [2] . وبه يجمع بين الأقوال ويرتفع القيل والقال ، فالسفيه بقول مطلق : من كان خفيف العقل وناقصه ، ويختلف أثره باختلاف المقامات ، فربّ شخص كان سفيهاً في أمر دينه كما عليه أكثر الناس ، وأمّا في أمر دنياه وحفظ أمواله فهو رشيد ومصلح أشدّ الإصلاح ، كما ورد في الحديث : « إنّ الله ( جلّ وعزّ ) وسّع في أرزاق الحمقى ليعتبر العقلاء ، ويعلموا أنّ الدنيا ليس ينال ما فيها بعمل ولا حيلة » [3] . وبما ذكر كلّه يظهر لك مفهوم الرشد والرشيد ، فإنّهما مقابلان للسفاهة والسفيه ، فالرشيد بقول مطلق : من له عقل غالب الناس ويكون عارفاً بطرق الاهتداء ، والرشيد بالنسبة إلى الأموال : من يكون له ملكة الإصلاح ، ولا ينخدع في الأغلب في معاملاته وطرق معاشه . وقال صاحب الجواهر في بيان معنى الرشد : « والمرجع فيه العرف كما في غيره من الألفاظ التي لا حقيقة شرعيّة لها ولا لغويّة مخالفة للعرف [4] . . . وأمّا
[1] مجمع الفائدة والبرهان : كتاب الديون / أسباب الحجر ج 9 ص 194 . [2] جواهر الكلام : كتاب الحجر / في موجباته ج 26 ص 52 . [3] الكافي : كتاب المعيشة / باب الإجمال في الطلب ح 10 ج 5 ص 85 . [4] جواهر الكلام : كتاب الحجر / في موجباته ج 26 ص 48 .