الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً » [1] فجعلهم أعلاماً لدينه وأُمناء على توحيده ، وأودعهم علم ما يحتاج إليه خلقه ; ليلجأوا إليهم في الملمّات وليفزعوا إليهم في المشكلات . وقد اعترف الفقهاء في عصرهم بأنّهم أعلم الناس : فهذا أبو حنيفة النعمان بن ثابت ( 80 - 150 ه ق ) أحد الفقهاء الأربعة يقول : « لولا السنتان - أي مقدار تلمّذه عند جعفر بن محمّد الصادق 7 - لهلك النعمان » [2] . وقال مالك بن أنس ( 179 ه ق ) إمام المالكيّة : « ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد 8 » [3] . وعن محمّد بن إدريس الشافعي مؤسّس المذهب الشافعي ( 150 - 204 ه ق ) في جواب من قال له : أفتيت بخلاف عليّ بن أبي طالب ، قال : « أثبت كلام عليّ كي أضع وجهي على التراب ( شكراً ) وأعترف بأنّي على الخطأ ؟ ! » [4] . وقد انتشر من الصادقين ( عليهما السلام ) في فنون الإسلام ما لا مزيد عليه ; حتّى حفظ أبان بن تغلب عن الصادق ( عليه السلام ) ثلاثين ألف حديث [5] . ومحمّد بن مسلم أخذ عن الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ستّة وأربعين ألف حديث في
[1] حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة بين الشيعة وأهل السنّة والصادرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد اعترف بذلك علماء عديدون من أهل السنّة منهم في زماننا : الشيخ محمود شلتوت رئيس جامعة الأزهر بمصر . [2] راجع مقدّمة كتاب الخلاف للشيخ الطوسي : ج 1 ص 33 . [3] تحفة الأحباب : 489 . [4] أدوار الفقه : ج 3 ص 741 نقلا عن ابن النديم . [5] وسائل الشيعة : الفائدة السادسة من الخاتمة ج 30 ص 200 .