بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا خاتم المرسلين محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف ، وعلى آله المعصومين ولا سيّما بقيّة الله في الأرضين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . وبعد فنقول : يمتاز الفقه الإسلامي عن القوانين الوضعيّة بأنّه يتناول علاقة الإنسان باللّه سبحانه وعلاقته بنفسه وعلاقته بمجتمعه ; لأنّه دين جاء لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ، ولأنّه دين فرد ودولة ، وعامّ للبشريّة ، وخالد إلى يوم القيامة ، فأحكامه كلّها لوحظ فيها العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة ، ويراقب فيها رضا الربّ في السرّ والعَلن . ويمتاز فقه الشيعة عن فقه سائر المذاهب : بأنّه غنيّ بما ورد عن أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) من الروايات الكثيرة المودعة عندهم عن نبيّنا خاتم الأنبياء محمّد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهم أهل بيت النبوّة ، وموضع الرسالة ، ومهبط الوحي ، وخزّان العلم ، ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى ، وذوو النهى ، وأهل الذكر ، وأُولو الأمر ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وقد قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم