كالشيخ موسى التبريزي صاحب أوثق الوسائل في حاشية القوانين ، والمحقّق الخبير الميرداماد في الرواشح - رجوع الأدلّة الثلاثة إلى العقل أيضاً ، فالعقل هو المنبع الوحيد عندهما . أقول : وذلك لأنّ الاستدلال بصورة البرهان مركّب من مقدّمتين ، المقدّمة الأُولى هي الصغرى والثانية هي الكبرى في الشكل البرهاني ، والمقدّمتان معاً عقليّتان في المستقلاّت ، والكبرى فقط عقليّة في خصوص غير المستقلاّت ، فلا يمكن الإنتاج بدون معونة العقل . 17 - القياس والاستحسان والمصالح المرسلة وسدّ الذرائع ونحو ذلك كلّها مردودة عندنا ; لأنّها ليست قطعيّة ولا أُقيم عليها دليل معتبر ، بل وردت الأدلّة القطعيّة على منعها ، كقول أئمّتنا ( عليهم السلام ) » : إنّ دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة » و « إنّ السنّة إذا قيست محق الدين » وأمثال ذلك ، وقد ادّعى السيّد المحقّق الخوئي ورود خمسمائة خبر في ردّها . [1] 18 - ما ذكرناه - من درك الخير والشرّ والحسن والقبح - أمر وجدانيّ ; حتّى أنّ بعض فلاسفة الغرب مثل « كانت » بنى فلسفته على ذلك ، على ما نقله الأُستاذ الشهيد المطهّري في غير واحد من كتبه . 19 - أنّ احتياج العقل والعقلاء لا يرتفع بما يدركه العقل وما تطابقت عليه آراء العقلاء ; وذلك لوجود الخلاف وإجمال أكثر القضايا ونفوذ حبّ الشهوات والدواعي في محو الحقائق ، مع أنّ دائرة العقل والعقلاء مختصّة ببعض الأفعال كما مرّ ، فلا بدّ في كلّ عصر وزمان من وجود معصوم ليقوّم