إسم الكتاب : العقل والبلوغ ( عند الإمامية ) ( عدد الصفحات : 184)
الجعفري في تمام الدنيا بسيّدنا الأُستاذ في آخر الأمر ، كما أنّه لم يتّفق في الإماميّة رئيس مثله في المطاعيّة والجلالة ونفوذ الكلمة » [1] . فسخ امتياز الدخان : في سنة ( 1312 ه ق ) - وهي سنة وفاته ، وقيل : سنة ( 1309 ) - أعطى الملك ناصر الدين القاجاري امتياز حصر التتن والتنباك لشركة إنجليزيّة ، فشاع أنّ المترجَم أفتى بتحريم التدخين بهما وإن كانت صورة الفتوى لم تنتشر بين الناس ، فترك جميع أهل إيران التدخين ، وكسرت كلّ نارجيلة وكلّ آلة تستعمل للتدخين في بلاد إيران ; حتّى أنّ نساء قصر الملك كسروا كلّ نارجيلة في القصر ، والملك لا يعلم بذلك ، فطلب من خادمه إصلاح نارجيلة والإتيان بها على العادة ، فذهب الخادم وعاد وأبطأ في إحضار النارجيلة ، فأمره بإحضارها ، فذهب وعاد بدونها . . . حتّى فعل ذلك ثلاث مرّات ، وفي المرّة الثالثة غضب الملك وانتهره ، فأجابه الخادم : عفواً لم يبق في القصر نارجيلة واحدة ، وكلّها كسرها الخانمات ( 2 ) ، وقلن : إنّ الميرزا الشيرازي حرّم التدخين ، وحتّى أنّ بعض الفسقة كانوا في المقهى فكسروا نارجيلاتهم لمّا سمعوا أنّ الميرزا حرّم التدخين ، فقال لهم بعض الجالسين : أنتم تركبون كلّ منكر ولا تتورّعون عن محرّم ، وتفعلون هذا لأنّكم سمعتم أنّ الميرزا حرّم التدخين ؟ ! فقالوا : إنّنا نفعل المعاصي ولنا أمل بالرسول وآل بيته أن يشفعوا
[1] الفوائد الرضوية : ص 484 ( بعنوان محمد حسن بن محمود بن محمد ) . ( 2 ) أي السيّدات .