الأنصاري سنة ( 1281 ه ق ) وصار الناس يسألون الأفاضل من تلامذة الشيخ عن تكليفهم في أمر التقليد ، اجتمع الأفاضل منهم في دار حجّة الإسلام الحاج ميرزا حبيب الله الرشتي ، فاتّفقوا على الميرزا الشيرازي ، فأرسلوا إليه وأحضروه عندهم - وفيهم آقا حسن النجم آبادي ، والميرزا عبد الرحيم النهاوندي ، والحاج ميرزا حبيب الله الرشتي ، والميرزا حسن الآشتياني - فقالوا : لا بدّ للناس من مرجع في التقليد والرئاسة الدينيّة ، وقد اتّفقنا على جنابك ، فقال : إنّي لم أستعدّ لذلك ، ولا أستحضر ما يحتاج إليه الناس ، وجناب الشيخ آقا حسن فقيه العصر أولى بذلك منّي ، فقال الآقا حسن : والله إنّ ذلك محرّم عليّ ; لما فيّ من الوسواس ، ولو دخلت فيه أفسدته ، وإنّما هو واجب عينيّ عليك بالخصوص ، وتكلّم كلّ واحد بنحو ذلك ، وحكموا عليه بوجوب التصدّي لذلك ، فقبل ودموعه تجري على خدّيه . وحدّثني حجّة الإسلام السيّد صدر أنّه أقسم له أنّه لم يكن يخطر بباله قبل ذلك أنّه يصير مرجعاً للناس في الدين ويبتلى بهذا الابتلاء ، فصار أصحاب الشيخ وتلامذته يُرجعون الناس إليه ، وكلّ من يسألهم عن أمر التقليد لا يذكرون له سواه ، وينصّون له بالأعلميّة أو بالأولويّة ، فرجعت إليه الناس من العرب والعجم والخواصّ من كلّ البلاد ، وكان ( رحمه الله ) في النجف الأشرف ثمّ في سنة ( 1291 ه ق ) هاجر إلى سامرّاء لبعض المصالح وأقام هناك ، فصارت سامرّاء مثل الجزيرة الخضراء في الروحانيّة ، وأعلى الله فيها ذكره وأعزّ نصره ، وصارت دار العلم وبيضة الإسلام ، ومن غريب الاتّفاق - الذي لم يحكه التأريخ منذ خلق الله الدنيا - أن انحصر رئيس المذهب