إسم الكتاب : العقل والبلوغ ( عند الإمامية ) ( عدد الصفحات : 184)
بسم الله الرّحمن الرّحيم كلامنا في هذا المجال يتمّ ضمن بيان أُمور وتنبيهات : الأمر الأوّل : في تعريف الصِّغر والبلوغ : والأوّل : وصف في الإنسان من حين ولادته إلى أن يبلغ الحلم ، وسببه عدم تكامل القوى البشريّة . وله مرحلتان : مرحلة التمييز ومرحلة عدمه . وكلّ من العناوين المذكورة مفاهيمها واضحة عند العرف واللغة . وليس الصِّغر من الحقائق الشرعيّة التي لا تعلم إلاّ من جهة الشارع ، كما أنّه لم يرد من ناحيته تعبّد في أماراته وعلائمه . وأمّا البلوغ : فهو حالة طبيعيّة تكوينيّة - كالصباوة والشيخوخة - جعلها الله في الإنسان بل في مطلق الحيوان ، فهو كمال طبيعيّ للإنسان يبقى به النسل ويقوى معه العقل ، وهو حال انتقال الأطفال إلى حدّ الكمال والبلوغ مبلغ النساء والرجال . وليس هو من المخترعات الشرعيّة والحقائق التعبّدية ، نعم يمكن اختلاف علاماته في الإنسان باختلاف المذاهب والأديان . والتقابل بين البلوغ والصِّغر : تقابل الملكة وعدمها ، فلا بدّ من تحقّق القابليّة والاستعداد في الاتّصاف بهما ، فلا يتّصف بهما الجماد والنبات .