إسم الكتاب : العقل والبلوغ ( عند الإمامية ) ( عدد الصفحات : 184)
سفيهاً ، ويحكمون بأنّه ليس فاسد العقل ولكنّه خفيف العقل » [1] . ثمّ قال : « سواء كانت الخفّة لأجل عدم بلوغه حدّ الكمال كالصبيان ، أو لقصور فيه بالذات كالأبله والأحمق . . . ومن أفراد خفيف العقل - الذي هو السفيه - هو الذي ليس له ملكة إصلاح المال في طريق حفظه » [2] . وهاهنا أُمور لا بدّ من الإشارة إليها : 1 - قال السيّد الجليل مير عبد الفتّاح الحسيني ( المتوفّى سنة 1250 ه ق ) : « وقد كثر القيل والقال في بيان معنى السفه ، والحقّ أنّه أمر عرفيّ ، وجعل الشيخ : الفاسق سفيهاً ; لما ورد في الخبر : ( أنّ شارب الخمر سفيه ) ليس في محلّه . . . ونِعْمَ ما قال الشهيد الثاني : إنّ الفاسق لو كان سفيهاً محجوراً عليه لم يقم للمسلمين سوق أصلا » [3] . 2 - وقال في موضع آخر من كلامه : « والضابط في بيانه : أنّ الرشد أن يكون له ملكة نفسانيّة تقتضي إصلاح المال ، وتمنع إفساده وصرفه في غير الوجوه اللائقة بحال العقلاء ، والسفه ما يقابله بمعنى عدم تلك الملكة ، والإفساد في بعض الأحيان مع وجود الملكة لا يعدّ سفهاً » [4] . 3 - قال بعض الأعلام : « ليس المراد بالسفيه الأبله الذي ورد في مدحه ما ورد ; إذ المراد بالأبله الممدوح من كان يهتمّ بدينه غاية الاهتمام ، وله عقل
[1] المصدر السابق : ص 515 . [2] المصدر السابق : ص 516 . [3] العناوين : عنوان 93 ج 2 ص 737 . [4] المصدر السابق : ص 738 .