السفه فهو المقابل له ، فيكون عبارة عن الذي يصرف أمواله في غير الأغراض الصحيحة عند العقلاء ولو أبناء الدنيا » [1] ثمّ قال : « إنّ مرجعه إلى العرف الذي لا شكّ في عدم تحقّقه بمجرّد الصرف في مطلق المعاصي ، إمّا لأنّه ليس تبذيراً أو لأنّه لا يتحقّق السفه عرفاً » [2] . أقول : يستفاد من كلامهم أُمور : أ : أنّ السفه من الألفاظ التي لا حقيقة شرعيّة لها ، ويكون المرجع فيه إلى العرف . ب : أنّ السفه يقابل الرشد ، والنسبة بينهما نسبة العدم والملكة ، فالرشيد : من له ملكة الإصلاح في أُمور معاشه ، والسفيه : من لم يكن له تلك الملكة . ج : منشأ السفاهة إمّا أن يكون صغر السنّ وعدم بلوغ الشخص مبلغ البالغين ، أو يكون القصور فيه بالذات كالأبله والأحمق المعبّر عنه في الفارسيّة « عقب افتاده ذهني » . د : أنّ أثر السفاهة أو قيدها كون الشخص ضعيفاً في أفعاله وأقواله ومعاملاته وتعهّداته . ه : ما يوجد في بعض الأخبار وكلام الأصحاب من إطلاقه على الفاسق ليس على نحو الحقيقة والجدّ ، وإلاّ لاختلّت الأُمور ولم يقم للمسلمين سوق . وبعض ما ذكروه مستفاد من كلام أعلام اللغة : ففي الصحاح : « السفه ضدّ الحلم ، وأصله الخفّة - إلى أن قال : - وتسفّهت