إسم الكتاب : العقل والبلوغ ( عند الإمامية ) ( عدد الصفحات : 184)
يراعي الله جانبهم بحيث يكون له في كلّ واقعة حكم ، كما يمتثلون أمره وينتهون بزجره لأنّه أهل لذلك وإن كان العمل من التوصّليات ، فافهم وتأمّل كي تعرف حقائق القرآن ومقام الإنسان . وبعض الناس لا ينبعثون ولا ينزجرون إلاّ عن أمر الله ونهيه شوقاً للثواب وخوفاً من العقاب ، ورعاية جانبهم أن يأمر وينهى كي ينبعثوا وينزجروا من أمر الله ونهيه . الأمر السادس : في بيان الشارع : البيان الشرعي أعمّ من البيان التفصيلي والإجمالي ، ومن البيان اللفظي واللبّي ، وما كان بدون واسطة أو مع وساطة الرسل وأُمناء الوحي والسبل ، كلّ ذلك بالإطلاق . ويدلّ عليه : قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) [1] . وتصريحه ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع بأنّه بيّن كلّ ما يقرّب الناس إلى الجنّة ويبعّدهم عن النار [2] . مع ما نعلم من إيداع كثير من الأحكام عند أوصيائه المعصومين كي
[1] المائدة : 3 . [2] بحار الأنوار : باب 47 من كتاب الإيمان والكفر ح 3 ج 70 ص 96 ولفظ الحديث : « يا أيها الناس ما من شيء يقرّبكم من الجنّة ويباعدكم عن النار إلاّ وقد أمرتكم به ، وما من شيء يقرّبكم من النار ويباعدكم من الجنّة إلاّ وقد نهيتكم عنه » .