الهاشمية [1] على المثقال البصري ، فكان يقطع على المثاقيل الميالة الوازنة التامة [2] فأقامت الهاشمية على المثاقيل والعتق على نقصان ثلاثة أرباع قيراط ، مدة أيام أبي جعفر وإلى سنة 158 فضرب المهدي محمد بن جعفر فيها سكة مدورة فيها نقطة ، ولم يكن لموسى الهادي بن محمد سكة تعرف ، وتمادى الأمر على ذلك إلى شهر رجب من سنة 178 فصار نقصانها قيراطا غير ربع حبة . فلما صير هارون الرشيد السكك إلى جعفر بن يحيى البرمكي كتب اسمه بمدينة السلام ، وبالمحمدية [3] من الري على الدنانير والدراهم ، وصير نقصان الدراهم قيراطا الا حبة ، وضرب الأمين دنانير ودراهم وأسقط منها . ثم اخوه محمد المأمون ، فلم تجز مدة ، وسميت الرباعيات [4] وكان ضرب ذلك بمرو [5] قبل قتل أخيه . وهرون الرشيد أول خليفة ترفع عن مباشرة العيار بنفسه ، وكان الخلفاء من قبله يتولون النظر في عيار الدراهم والدنانير بأنفسهم . وكان هذا مما نوه باسم جعفر بن يحيى إذ هو شئ لم يتشرف به أحد قبله . واستمر الأمر كما ذكر إلى شهر رمضان سنة 184 فصار النقص أربعة قراريط وحبة ونصف حبة ، وصارت لا تجوز الا في المجموعة ، أو بما فيها ، ثم بطلت ، فلما
[1] الهاشمية منسوبة إلى محل ضربت فيه ، وهى الهاشمية من ديار عراق العرب ، ولم يضرب فيها الا العباسيون دون غيرهم . [2] الميالة وزان الشدادة : التي فيها شئ من الميل إلى الرجحان ، ويراد بها هنا انها تامة الوزن ليس فيها أدنى نقص . [3] المحمدية : هي قسم من الري وهو اسم وضعه لها العرب بعد افتتاحهم الري ، وهى من عراق العجم ، وضرب فيها نقودا العباسيون ، وبنو طاهر ، وبنو سامان . [4] سميت الرباعيات لان وزنها كان أربع حبات أو يكاد [5] مرو : هي من اعمال خراسان : وضرب فيها دنانير ودراهم الأمويون ، والعباسيون وبنو طاهر ، وبنو سامان .