« معتمداً فضل قوتهم ، بما ذخرت عندهم ، من إجمامك لهم ، والثقة منهم بما عودتهم من عدلك عليهم ، في رفقك بهم ، فربما حدث من الأمور ما إذا عولت فيه عليهم من بعد ، احتملوه ، طيبة أنفسهم به ، فإن العمران محتمل ما حملته الخ . . » [1] . وحسب نص الدعائم : « ثم يكون مع ذلك بما ترى من عمارة أرضهم وزجاء [2] ، خراجهم ، وظهور مودتهم ، وحسن ثنائهم ، واستفاضة الخير فيهم ، أقر عيناً ، وأعظم غبطة ، وأحسن ذخراً منك بما كنت مستخرجاً منهم بالكد والإجحاف ، فإن حزبك أمر تحتاج فيه إلى الاعتماد عليهم ، وجدت معتمداً ، بفضل قوتهم على ما تريد بما ذخرت فيهم من الجمام . وكانت مودتهم لك ، وحسن ظنهم فيك ، وثقتهم بما عودتهم من عدلك ورفقك ، مع معرفتهم بعذرك فيما حدث من الأمور ، قوة لهم ، يحتملون بها ما كلفتهم ، ويطيبون به نفساً بما حملتهم ، فإن العدل يحتمل بإذن الله ما حملت عليهم الخ . . » [3] . هذا . . وقد رأى بعض أهل التحقيق : أن الرواية التالية تصلح شاهداً لذلك : عن معاذ بن كثير ، قال : سمعت أبا عبد الله « عليه السلام » يقول : « موسع على شيعتنا : أن ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف ، فإذا قام قائمنا
[1] نهج البلاغة بشرح عبده ج 3 ص 107 - 108 وراجع : نهج السعادة ج 5 ص 94 وتحف العقول ص 138 والبحار ( ط قديم ) ج 8 ص 610 . [2] زجا الخراج زجاء : تيسرت جبايته . [3] دعائم الإسلام ج 1 ص 362 - 363 .