مسؤوليات الدولة . . وواجباتها : لقد رأينا أمير المؤمنين « عليه السلام » يركز في ما كتبه ؛ على الدور الهام الذي يقوم به التجار ، وذوو الصناعات في البلاد ، ثم يذكر لهم حقوقاً ، لا بد من مراعاتها ، كما أن على الدولة مسؤوليات في مجال الإشراف على الأمور ، والمنع من أي خلل أو ضعف ، فنراه « عليه السلام » يقول : « . . ثم استوص بالتجار ، وذوي الصناعات ، وأوصى بهم خيراً ، المقيم منهم ، والمضطرب بماله ، والمترفق ببدنه ، فإنهم مواد المنافع ، وأسباب المرافق ، وجلابها من المباعد ، والمطارح ، في برك ، وبحرك ، وسهلك ، وجبلك ، وحيث لا يلتئم الناس لمواضعها ، ولا يجترئون عليها [ من بلاد أعدائك ] . فاحفظ حرمتهم ، وآمن سبلهم ، وخذ لهم بحقوقهم ، فإنهم سلم لا تخاف بائقته ، وصلح لا تخشى غائلته . وتفقد أمورهم بحضرتك ، وفي حواشي بلادك . واعلم - مع ذلك - : أن في كثير منهم ضيقاً فاحشاً ، وشحاً قبيحاً ، واحتكاراً للمنافع ، وتحكماً في البياعات ، وذلك باب مضرة على العامة ، وعيب على الولاة ، فامنع [ من ] الاحتكار ، فإن رسول الله « صلى الله عليه وآله » منع منه .