بني قينقاع ، حتى حوّل السوق بعد ذلك [1] . وروى ابن زبالة ، عن عباس بن سهل ، عن أبيه : أن النبي « صلى الله عليه وآله » أتى بني ساعدة ، فقال : إني قد جئتكم في حاجة ، تعطوني مكان مقابركم ، فأجعلها سوقاً ، وكانت مقابرهم ما حازت دار ابن أبي ذئب ، إلى دار زيد بن ثابت ، فأعطاه بعض القوم ، ومنعه بعضهم ، وقالوا : مقابرنا ، ومخرج نسائنا ، ثم تلاوموا فلحقوه ، وأعطوه إياه ، فجعله سوقاً [2] . وروى ابن شبة أيضاً ، عن صالح بن كيسان ، قال : ضرب رسول الله « صلى الله عليه وآله » قبة في موضع بقيع الزبير ، فقال : هذا سوقكم ، فأقبل كعب بن الأشرف ، فدخلها ، وقطع أطنابها ، فقال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : « لا جرم ، لأنقلنها إلى موضع هو أغيظ له من هذا ، فنقلها إلى موضع سوق المدينة ثم قال : هذا سوقكم ، لا تتحجَّروا ، ولا يضرب عليكم خراج » [3] . تخطيط المدن : وبعد . . فإن إشراف الحاكم في الإسلام على تخطيط المدن ، وإنشاء المؤسسات العامة فيها له أكثر من شاهد في التاريخ والحديث . فقد كان أمير المؤمنين « عليه السلام » يأمر بسد المثاعب والكنف عن
[1] وفاء الوفاء ج 2 ص 747 . [2] المصدر السابق ص 748 . [3] المصدر السابق ص 748 .