نقسم هذه الضمانات والإجراءات إلى قسمين : الأول : الضمانات الذاتية . الثاني : الضمانات السلطوية . الضمانات الذاتية وروافدها : فأما بالنسبة إلى الضمانات الذاتية وروافدها : فإننا نلاحظ : أن الإسلام قد اهتم بإيجاد الضمانات الذاتية بدرجة كبيرة ، بل لقد اعتبر ذلك هو المحور والأساس لكل حركة التشريع في حياة الإنسان ، ولم يلجأ إلى الضمانات السلطوية ، إلا في صورة الضرورة وفي الحالات التي لا يبقى فيها للضمانات الذاتية تأثير يذكر . . وبإلماحة سريعة إلى مقصودنا من الضمانات الذاتية ، نقول : إننا نقصد بها : القوة الرادعة أو الدافعة التي تنبع من داخل نفس الإنسان ، ومن وجدانه . . . إن هذه الضمانة تقوم على محورين أحدهما ينتهي إلى الآخر . الأول : ينطلق من مقولة : إن كل ما في الوجود ، ليس فقط لا يخرج عن إرادة الله سبحانه ، وعن قدرته ، وإنما هو ملك له سبحانه ، والإنسان ما هو إلا خليفة لله تعالى في ملك الله ، فلا بد وأن يقوم بمسؤولياته بأمانة ووعي وليس له حق في التعدي عن المقررات ، والحدود التي رسمها له المستخلف له ، والمالك الحقيقي للمال الذي يتصرف فيه . . والآيات التالية خير شاهدٍ على ما نقول . .