نام کتاب : السجود مفهومه وآدابه والتربة الحسينية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 19
ولقد شاءت ارادته تعالى أن يجعل المسجد مبدأ إسراء النبي صلى الله عليه وآله ومعراجه إلى السماء ليريه من آياته العظمى ويثبت له معجزة في ذلك قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا . . ) [1] . 4 - هيئة السجود وحالته وذكره : إن للسجود هيئة وحالة وذكرا ، تنطوي على جملة أسرار تتجلى للانسان المؤمن من خلال صلاته بمقدار درجة الاقبال وحضور القلب ووعي تام لما يقوم به من حركات وما يتلفظه من كلمات . أ - فهيئته : إراءة حالة التواضع وترك الاستكبار والعجب من خلال وضع الجبهة على الأرض وإرغام الانف - وهو من المستحبات الأكيدة - إظهارا لكمال التخضع والتذكر والتواضع . ب - وأما الحالة : فهي وضع أعضاء السجود السبعة على الأرض ، وبما أن تلك الأعضاء تعد مظهرا لعقل الانسان وقدرته وحركته ، فيكون إرغامها على التذلل والخضوع والمسكنة عبر السجود لله عز وجل مظهرا من مظاهر التسليم التام له سبحانه ، وهذا يعني شعور العبد بالندم والتوبة وطلب المغفرة والابتعاد عن الخطيئة بشتى أشكالها ، ومع حصول تلك المعاني في نفس الساجد ، فلا شك أنه سيشعر بحالة من الانس ورهبة حقيقية تمنعه من العدول إلى ارتكاب المعصية من جديد . ج - وأما الذكر : وهو ( سبحان ربي الأعلى وبحمده ) فإنه متقوم بالتسبيح