نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 68
وما قيل ، أو يقال فيه ، فذلك كله خارج عن مهمتنا في هذا البحث . وما يهمنا أن نشير إليه : أن توسع البحث الفقهي وتكامله دفع الفقهاء إلى استكشاف أدلة جديدة للاستنباط ، فيما إذا لم يجدوا في المورد نصا أو لم يقتنعوا بسلامة النص من حيث السند ، أو الدلالة . فوجدوا في إجماع فقهاء المذاهب عامة ، أو فقهاء الطائفة في عصر واحد دليلا على وجود نص شرعي يجوز الاعتماد عليه ، إذ لا يمكن أن يجمع فقهاء المذاهب على حكم من دون وجود نص على ذلك أو دليل على سلامة الحكم ، إذ لا يمكن أن يخطأ فقهاء الأمة جميعا دون أن يحصل منهم من ينشق عليهم ، ويصيب الواقع . وظهر الاحتجاج بالإجماع بصورة واضحة في هذا العصر وعند ( الشيخ الطوسي ) بصورة خاصة . ومؤلفات الفقهاء المتقدمين على هذا العصر - وإن كانت لا تخلو عن التمسك بالإجماع - إلا أن هذه الظاهرة تبدو في كتب الشيخ بصورة خاصة ، وفي آثار هذه المدرسة بصورة عامة أكثر من أي وقت سابق . ولا يخلو هذه الظاهرة على أي حال من دلالة على توسع البحث الفقهي وتكامله ، والحاجة إلى أدلة جديدة يسندها الكتاب والسنة والعقل . ويتضح مما تقدم أن البحث الفقهي خطأ خطوة كبيرة في هذه المرحلة من حياته ، وأشرف على أعتاب مرحلة جديدة بعد أن خلف وراءه مرحلة طويلة ، ودخل دور المراهقة حاملا تجارب ثلاثة قرون حافلة بالجهود المثمرة ، والتجارب الخصبة . وبلغت التجربة الجديدة قمتها في حياة ( الشيخ الطوسي ) حيث قام بمحاولات تجديدية جريئة في تطوير عملية الاستنباط على الصعيد الفقهي والأصولي .
68
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 68