نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 63
فيما أحرق من ( مؤسسات الشيعة ) وبيوتهم ، ومدارسهم في الكرخ . ( ثانيتهما مكتبة أستاذه السيد المرتضى ) التي كانت تحتوي على ثمانين ألف كتاب ، والتي لازمها ثماني وعشرين سنة كل هذه العوامل ، وعوامل أخرى أدت إلى نشوء ( الشيخ الطوسي ) وتكوين ذهنيته ، وثقافته الواسعة ) . وقد انتقل ( الشيخ الطوسي ) إلى ( النجف الأشرف ) سنة 448 حينما كبس على داره وأخذ ما وجد من دفاتره وكرسي كان يجلس عليه للكلام كما يقول ابن الجوزي . وظل بالنجف يمارس مهمته في ( زعامة الشيعة ) والتدريس والتأليف وتطوير مناهج الدراسة الفقهية اثني عشر سنة حتى أن آثره الله لدار لقائه في محرم سنة 460 عن خمس وسبعين سنة . ومهما كان من أمر فقد أتيح ( للشيخ الطوسي ) أن يبلغ بالمدرسة التي فتح أبوابها أستاذه ( المفيد والمرتضى ) إلى القمة ، ويفرض وجودها على الأجواء الثقافية في بغداد وفي العراق عامة . حتى أن الخليفة القائم بأمر الله بن القادر بالله جعل له كرسي الإفادة والبحث ، ونصبه لهذا المكان الرفيع ، وكان لكرسي الإفادة والكلام مقام كبير يومذاك ب ( بغداد ) . وهذا يعني أن ( الشيخ ) فرض وجود المدرسة رغم ميول الجهاز المعادية ، ورغم معارضات المذاهب الكلامية والفقهية الأخرى على أجواء العراق الثقافية . وقدر له لأول مرة أن يفتح باب الاجتهاد المطلق ، والنظر والرأي على مصراعيه واسعا ، وأن ينظم مناهج الاستنباط والاجتهاد ، ويأصل الأصول ، ويضع مناهج البحث للأصول ، ويفرع المسائل ، ويضع
63
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 63