نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 42
الغاصبين المهرجين . وهذا هو ما يعنى ( بالتقية ) في ( الفقه الإسلامي ) . وظاهرة أخرى في هذا الدور من ملامح المدرسة : تعيين موازين ومقاييس خاصة للاجتهاد والاستنباط من قبل ( أئمة أهل البيت ) عليهم السلام . كان الرواة ينتقلون إلى مناطق بعيدة ، وتمس بهم حاجة إلى معرفة حكم من الأحكام الشرعية ، ولا يجدون وسيلة للسؤال عن الإمام عليهم السلام ولا يجدون نصا في المورد ، فوضع لهم ( أئمة أهل البيت ) عليهم السلام قواعد خاصة للاستنباط والاجتهاد يستعرضها بتفصيل : كالاستصحاب والبراءة ، والاحتياط ، والتخيير ، وغيرها من القواعد الفقهية ، كقاعدة الطهارة ، واليد ، والإباحة ، والحلية ، وما شاكل ذلك مما يعين الفقيه على الاجتهاد والاستنباط . وقد أسهب الفقهاء والأصوليون في شرح هذه القواعد والأصول بصورة وافية في كتب الفقه والأصول . ورغم ما تقدم فلم يكن هناك اجتهاد بالمعنى الذي نتعارف عليه اليوم وإنما كان الناس يطلبون إلى الإمام أن يعين لهم مرجعا فيما يعرضهم من المسائل الشرعية ، فيعين لهم بعض أصحابه ممن يطمئن إليهم ، وممن سمع إلى حديثه ووعاه ، ولم تمس الحاجة إلى الاجتهاد لمعاصرة الإمام وإمكان الاتصال به ولو على رأس كل سنة في موسم الحج . فلم يتجاوز أصحاب الأئمة عدا موارد قليلة ونادرة : من نقل الحديث ، والمجاميع الحديثية في غالب الأحوال لم تكن تجمع أبواب الفقه عامة ، أو تجمع كلما صح عن الإمام في هذا الباب ، أو في هذه المسألة .
42
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 42