نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 30
تبلغ قرنا ونصف قرن من تاريخ الإسلام في الدراسة الفقهية ، والمحافظة على السنة النبوية . والشئ الذي نحب أن نشير إليه : أن ملامح ( المدرسة الفقهية ) في هذه الفترة في ( المدينة المنورة ) كانت أولية إلى حد ما ، ولم تتبلور المسائل الخلافية في الفقه بين ( الشيعة والسنة ) كما تبلورت بعد في ( الكوفة ) على يد تلامذة ( الإمام الصادق ) عليه السلام واستمرت إلى أيام ( أبي الحسن الرضا ) عليه السلام ، فالاختلاف في القياس والاستحسان والرأي والاجتهاد ، ومسائل الصلاة والوضوء ، والحج الخلافية لم تظهر واضحة في هذه الفترة ، وفي هذه المدرسة بالذات ، وإن كانت المدينة منطلق ( الفقه الشيعي ) والمركز الأول للبحث الفقهي عند الشيعة ، وعنها انتقلت المدرسة إلى الكوفة ، وتبلورت المفاهيم ، واتضحت نقاط الالتقاء والاختلاف بين المذاهب الفقهية الإسلامية . ومدونات الحديث كانت مقتصرة على عدد معدود من المدونات المعروفة التي تم تدوينها في المدينة المنورة والتي ضاع أكثرها . ولم تكن هذه المدونات فيها عدى ( مدونة أمير المؤمنين عليه السلام ) دورات كاملة للحديث النبوي ، وإنما كانت تجمع لقطات من السنة النبوية والأحكام الفقهية . ولم تكن هناك كتب فقهية تعني بالفتاوى خارج نطاق المدونات الحديثية . كما تتبلور بعد لدى فقهاء الشيعة صياغة المقاييس الخاصة للاجتهاد والفتيا بصورة كاملة ، والمقاييس الخاصة لمعالجة الأخبار المتعارضة ، فلم يكثر الحديث بعد عن ( أهل آل بيت عليهم السلام ) ، ولم يدرس في حديثهم بعد الشئ الكثير من الحديث المدسوس ، ولم يشق على الفقهاء الرجوع
30
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 30