نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 206
وجهوده في سبيل الإسلام والتشيع . ينقل ( حسن بك روملو ) في تاريخه الفارسي ( أحسن التواريخ ) نصا يدل بكل وضوح أن الشهيد لم يقتل إلا لتخوف السلطة القائمة من شخصيته الفذة ، وإقبال الناس عليه ، وتدريسه ( الفقه الشيعي ) إلى جانب الآراء الفقهية الأخرى . . يقول : في سنة 965 في أواسط سلطنة ( الشاه طهماسب الصفوي ) استشهد إفادة مآب ، حاوي المعقول والمنقول ، جامع الفروع والأصول الشيخ زين الدين العاملي . كان السبب في شهادته أن جماعة من السنيين قالوا لرستم باشا الوزير الأعظم للسلطان سليمان ملك الروم : إن الشيخ زين الدين يدعي الاجتهاد ويتردد إليه كثير من علماء الشيعة ، ويقرأون عليه كتب الإمامية وغرضهم بذلك إشاعة التشيع ، فأرسل رستم باشا الوزير في طلب الشيخ زين الدين - وكان وقتئذ بمكة المعظمة فأخذه من مكة ، وذهبوا به إلى استنبول فقتلوه فيها من غير أن يعرضوه على السلطان سليمان [1] . والآن - بعد ما عرضنا على القارئ هذا النص الذي يدل دلالة واضحة على ما قلنا - يأتي دور السؤال عن الأشخاص الذين وشوا عند رستم باشا وقالوا له ما قالوا ؟ نظن أن الجواب على هذا السؤال واضح بعد ما عرفنا قصة ( الشهيد ) مع القاضي ( معروف الشامي ) الذي كان ينتظر بدوره أن يستحصل ( الشهيد ) منه عرضا حتى تجيب الخلافة العثمانية إلى ما يطلب من التدريس لكن الشهيد أرسل تلميذه ابن العودي إلى القاضي ، ليعلمه عن عزمه على السفر إلى بلاد الروم ، وأوصاه أن لا يأخذ منه العرض .