نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 136
يعرضون أمس في أسواق الرقيق للبيع أصبحوا اليوم يحكمون على أمة كبيرة من الناس . وكان خيال السلطنة في دماغ كل واحد منهم من حين يجلب إلى السوق إلى أن يموت ، حتى أن واحدا منهم جلب وهو حقير فاحش القرعة فاحش العرج قال للدلال الذي يبيعه : هل اتفق تولي الأقرع الأعرج سلطانا ؟ [1] . وهذا كان مما يبعث الناس على عدم الخضوع والاستسلام لهذه الدولة الجديدة . ولذلك كانت تظهر الفتن الداخلية بصورة هائلة بين حين وحين من هنا وهناك ، ويجد الباحث خلال الكتب التاريخية ما لا يقل عن أربع عشرة فتنة خطيرة وقعت خلال هذه الفترة . وزاد الطين بلة ظهور أحداث طبيعية كان لها أكبر الأثر في تردي الحالة الاقتصادية ، كفترات الجدب ، والمجاعة ، والزلازل ، والوباء . ويخصص المقريزي - وهو ممن أرخ هذه الفترة - كتابا لوصف المجاعات ، والكوارث الطبيعية التي وقعت في هذه الفترة . وانشغل ( برقوق ) طيلة إمارته بحروب داخلية وخارجية كثيرة فقضى على المماليك البحرية ، وحارب تمريغا وبليغا ، فظهرا عليه وخرج من السجن وجمع الجيوش مرة أخرى فتغلب عليهما . وفي أيامه أرسل ( تيمور لنك ) إليه رسالة قاسية اللهجة يدعوه إلى الاستسلام له دون قيد أو شرط ، ويهدده فيما إذا رفض ذلك أن ينزل عليه عذابا شديدا : وأجاب عليها ( برقوق ) برسالة مشابهة لها في قسوة اللهجة ، ولم يطل .