نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 129
وإذا علمنا أن ( العلويين والشيعة ) عامة كانوا من أهم عوامل ظهور ( الدولة العباسية ) وانحلال الحكم الأموي عرفنا كم كانت ( الشيعة ) تعاني من هذا السلوك في ظلال الحكم العباسي ، وكم كان يخالجهم الشعور بالندم على إسناد الحكم العباسي ، وتدعيمه والاغترار بعهودهم ، ولم يجد الشيعة أي مبرر لمثل هذا الضغط والعنف في السلوك من قبل الجهاز الحاكم . وهذا ما حدى بهم إلى التفكير في الاستقلال عن حكومة بغداد العباسية ولكن قوة الحكم العباسي وامتداد سيطرتهم إلى أطراف البلاد كان يمنع ( الشيعة ) عن القيام بأية محاولة للانفصال والاستقلال ، حتى إذا ظهر الضعف في جهاز الحكم العباسي ، وضعفت سيطرته على البلاد ظهر الانحلال في الحكم العباسي ، وانفصل كثير من البلدان عن الحكومة ( الأم ) في ( بغداد ) وكان أصلح الأقطار الإسلامية للاستقلال والانفصال عن الحكم العباسي هو ( إيران ) و ( الأندلس ) و ( أفريقيا ) : أما ( الأندلس ) فقد انفصلت من الحكم العباسي منذ بدء تأسيسه حيث فر إليها ( عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ) ، وواليها من بعد عبد الرحمن بن يوسف الفهري ، وبقي فيها عاما يخطب للسفاح حتى إذا استقام به الأمر ولحقه أهله من بني أمية استقل في الحكم ، وألغى ذكر بني العباس في الخطبة [1] ، فكان ذلك سنة 138 ه . وبقيت ( الأندلس ) تحت حكم الأمويين إلى سنة 422 ه . أما في ( إيران ) و ( أفريقيا ) فكان طابع النشاط السياسي هو التشيع واستطاعت ( الشيعة ) في هذين القطرين بشكل خاص أن يقوموا بوجوه مختلفة من النشاط السياسي ، ويظهروا انفصالهم عن بغداد ، وحتى .