نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 102
ونقطة الانطلاق هذه في حياتهم الفكرية تفيدنا كثيرا في اكتشاف الملامح الأولى لمدرسة ( الشهيد ) في الفقه والكلام . فلو رجعنا خطوة واحدة في حياة هؤلاء الفكرية إلى الوراء نجد أنهم - كما استعرضنا ذلك في حياتهم - قد تلمذوا جميعا على آية الله ( العلامة الحلي ) وكانوا من أخص تلامذته ، وأبرز من حضر عليه في الفقه والكلام ولا شك أنهم أحدثوا بعض التغيير في المدرسة ، وفي المذهب الذي كان يتبعه ( العلامة ) في الفقه والكلام . إلا أن أصول المدرسة هي لم تتغير ونقلها تلامذته جميعا إلى تلميذهم الشهيد ، وتأثر بها الشهيد تأثرا بالغا يبدو في كتاباته ومنهجه ، كما سنرى فيما بعد . فقد كان ( العلامة الحلي ) ذا عقلية ضخمة تمتاز بمؤهلات فكرية كثيرة يندر أن تحصل لأحد من العلماء ، وبنسبة ضخامة عقليته يكون تأثيره عميقا في نفوس التلاميذ . فقد بقي تلاميذ ( الشيخ الطوسي ) ، وتلاميذ تلاميذه يتناقلون مدرسته في الفقه والحديث والتفسير قرونا متطاولة ، حتى كثر فيها التجديد والتغيير وظهرت مدارس أخرى فيها . وتلاميذ ( العلامة ) لم يقلوا عن تلاميذ ( الشيخ الطوسي ) تأثرا بمدرسة أستاذهم العلامة ، فظلوا يتناقلون المدرسة بأصولها رغم ظهور تغييرات فيها قرنا من زمان . فمدرسة الشهيد إذا في الفقه والكلام تعود في أصولها وجذورها إلى مدرسة العلامة الحلي . ونعني بذلك أن الشهيد لم يحدث تغييرا في المدرسة ، فقد أتيح للشهيد بفضل نبوغه الخاص ومؤهلاته الفكرية أن يضيف إلى المنهج أشياء ويطور
102
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 102