وهو المعتبر ، وورد في الآيات [1] والأخبار [2] الأمر بمتابعة العقل وكونه حجة ، وورد : " عليكم بالدرايات دون الروايات " [3] ، و : " إن لكل حق حقيقة ، ولكل صواب نورا " [4] ، وأجمع الفقهاء على أن الحديث الموافق للعقل مقدم وراجح . بل ومخالفتها للوجدان ، إذ كثيرا ما يرى الهلال قبل الزوال [5] ، مع أن الليلة السابقة الدنيا صحو ، لا غيم ولا غبار أصلا ولم يره أحد ، وبالعكس ، إذ كثيرا ما يرى الهلال في الليلة الماضية إلا أنه ضعيف غاية الضعف ، فلا يرى في الغد إلا بعد الزوال ، وربما قبل الزوال ويصير الشهر ثلاثين يوما ، فيلزم أن يصير أحدا وثلاثين ، وربما يرى بعد الزوال ويصير تسعة وعشرين . وبالجملة ، الفرق بين الجنوبي والشمالي ، وعالي الدرجة وخلافه [6] محسوس ، ومجرد التفاوت بين [ أن ] يرى ولا يرى عند خروج الشعاع لا يجعل الأمر كما في هذه الأخبار دائما ، وذلك ظاهر بلا شبهة . وعلى أي حال ، كيف يقول المعصوم ( عليه السلام ) ما قال ؟ ! بل يحصل في كلامهم التدافع ، مضافا إلى مخالفة الوجدان ، مع أن موضوعات الأحكام إذا لم تكن عبادات لم تكن وظيفة الشرع ، كما حقق في محله . وبالجملة ، كل هذا مضعف للدلالة ، فلا يقاوم غير المضعف [7] ، على أن ما
[1] لاحظ ! البقرة [2] : 73 و 76 و 242 ، آل عمران [3] : 118 ، الأنعام [6] : 151 ، وغيرها . ( 2 ) لاحظ ! الكافي : 1 / 10 كتاب العقل والجهل . ( 3 ) السرائر : 3 / 640 ، بحار الأنوار : 2 / 160 الحديث 12 . [4] السرائر : 3 / 640 ، بحار الأنوار : 2 / 160 الحديث 12 . [5] في النسخ : ( بعد الزوال ) ، وقد أورد في حاشية ب ما أثبتناه في المتن وأشار له بكلمة ( ظاهرا ) ، ولعله هو الصواب . ( 6 ) في ألف : ( وخلاف ) ، والعبارة ساقطة من ب ، ج ولعل الصواب ما أثبتناه . [7] في الأصل : ( فلا يقاوم غير الضعف ) ، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه .