نام کتاب : الرسائل الفقهية نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 535
وأما ما قيل : ان ظاهر هذا الخبر أنهم كانوا بحضرته عليه السّلام جماعة ولم يعين أحداً منهم للإمامة ولا خصه بالأمر والحث . فمدفوع ، بأن الظاهر منه أن المخاطب بهذا الكلام انما كان زرارة ، لأنه كان من أجلاء أصحابه عليه السّلام وفقهائهم ، وهو الذي قال فيه عليه السّلام : لو لا زرارة لظننت أن أحاديث أبي ستذهب . وانما أنى بصيغة الجمع وأشرك غيره في الحث ، لأنهم أيضاً كانوا محثوثين بفعلها بأن يأتموا به ، لان فعلها لا يتم الا جماعة ، يدل على ذلك قوله « فقلت نغدو عليك » وهذا مثل ما إذا أراد واحد منا أن يحث جماعة على فعل ، فيحض واحداً منهم إذا كان له عنده قدر ومرتبة بالخطاب ، فيقول : افعلوا كذا وكذا ، وانما يريد أن يكون المخاطب باعثهم على ذلك وإماماً لهم فيه ، ويكون غيره معيناً له عليه ومقتدياً به فيه ، وهذا أمر بين متداول معروف في المحاورات والمتعارفات . سلمنا ذلك لكن أي مانع من كون كل واحد من المخاطبين صالحاً لان يكون نائباً من قبله عليه السّلام ، ومنصوباً لان يكون إماماً لصلاة الجمعة ، فإنهم كانوا صلحاء فقهاء فضلاء علماء حلماء أتقياء أصدقاء صواحب سره عليه السّلام ، لا بد لنفيه من دليل ، مع أنه يحتمل أن يكون معنى قوله عليه السّلام « انما عنيت عندكم » أنه أنا آتيكم غداً ، لأنه بمعنى ما قصدت الا عندكم ، وهو كما يحتمل أن يكون المراد منه أنه عليه السّلام قد فوض فعلها إليه ، كذلك يحتمل أن يكون المراد منه أنه عليه السّلام يباشره بنفسه النفيسة ، لكن عندهم لعلة باعثة على ذلك ، وهو عليه السّلام أعلم بما هو الأصلح بحاله وحال رعيته وشيعته ، فيفعل بهم ما يشاء ويأمرهم ما يريد . على أنها بظاهرها تدل على جواز تركها أحياناً ، فان الظاهر من قوله « حثنا حتى ظننت أنه يريد أن نأتيه » أنهم يأتونه عليه السّلام لفعلها ولا يفعلونها فيما بينهم أيضاً ، فتدل على التخيير .
535
نام کتاب : الرسائل الفقهية نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 535