نام کتاب : الرسائل الفقهية نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 476
كما فهمه زين المحققين ، وجعله سراً ونكتة لخلاف مقتضى الظاهر ، وما يفهم هذا المعنى من الآية إلا باستعانة الرمل ، لا بل بالوحي ونزول جبرئيل عليه السّلام . ولعمر الحبيب أنه بهذا التفسير ألحقها بالألغاز والمعميات ، وما هذا إلا التفسير بالرأي الممنوع شرعاً ، وهذا ظاهر لمن له أدنى دربة بأساليب الكلام ثم أخذ فطانته بيده ولا حظ المقام . والحاصل أن إرادة صلاة الجمعة من ذكر الله خلاف ظاهر الآية ، ومن المقررات والمسلمات في الأصول امتناع أن يخاطب الله بشيء يريد خلاف ظاهره [1] من دون البيان ، وإلا لزم الاغراء بالجهل ، لان اطلاق اللفظ الظاهر الدلالة على معنى يوجب اعتقاد سامعه العالم بوضعه إرادة لافظه منه ذلك المعنى ، وذلك معلوم بالوجدان الصحيح . فإذا لم يكن ذلك المعنى مراد اللافظ ، كان اعتقاد السامع إرادته له جهلا ، فاطلاقه مع عدم إرادته معناه الظاهر اغراء للسامع بذلك الاعتقاد الجهل ، ولأنه بالنسبة إلى غير ظاهره مهمل ، ولذلك كان مدار الاستدلال والاحتجاج بالآيات والروايات من السلف إلى الخلف على الظاهر المتبادر . وقد عرفت أنهم عليهم السّلام ما بينوا الذكر في الآية بصلاة الجمعة في شيء من الاخبار المذكورة في الأصول المتداولة بين الأصحاب ، وإلا لكان الاستدلال به أولى من الاستدلال بقول المفسرين ، وخصوصاً على طريقة المستدل ، بل الظاهر المتبادر من أغلب الروايات الواردة في ذلك الباب أنه باق على عمومه ، وقد
[1] ولم يخالف ذلك الأشر ذمة قليلة من الحشوية والمرجئة ، فالأولون يجوزون أن يخاطب اللَّه بالمهمل ، والآخرون يجوزون أن يعنى في النصوص خلاف الظاهر من غير بيان ، ومذهبهم قريب من مذهب الحشوية ، لان اللفظ بالنسبة إلى معنى خلاف ظاهره في غير بيان مهمل « منه » .
476
نام کتاب : الرسائل الفقهية نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 476