نام کتاب : الرسائل الفقهية نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 38
وروى في جامع الاخبار عن النبي المختار صلَّى الله عليه وآله الأخيار أنه قال : النظر سهم مسموم من سهام إبليس [1] . وعن ابن أبي عمير عن الكاهلي قال قال أبو عبد الله عليه السّلام النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة ، وكفى بها لصاحبه فتنة [2] . فيه إشارة إلى سبب منع النظر إلى وجوه الأجنبيات وتكريره وعلة تحريمه وهو أنه موجب لهيجان الشهوة المؤدية إلى ثوران الفتنة وهي الزنا . وأيضاً فإن النظر يهيج الوساوس وربما يتعلق القلب ويتعذر الوصول ، فيفضي إلى التعب الشديد وهو ضرر ودفعه واجب إذا كان ممكناً مقدوراً ، كما ثبت في محله ، وها هنا لا يمكن دفعه إلا بكف النفس عن النظر ، فيكون واجباً وتركه حراماً وهو المطلوب . وفي جامع الاخبار عن علي عليه السّلام قال : من أطلق ناظرة أتعب خاطره ، من تتابعت لحظاته دامت حسراته [3] . ثم لا يذهب عليك أن حرمة النظر إلى الامرأة بقصد لذة وإرادة وانقضاء شهوة أشد ، والأمر في مقاساة التعب ومعاناة النصب بالإضافة إليه أوكد ، لامتناع الوصول إليه في الشريعة المطهرة على صادعها وآله السلام بوجه . وعن النبي صلَّى الله عليه وآله : يا أيها الناس انما النظرة من الشيطان ، فمن وجد من ذلك شيئاً فليأت أهله [4] .
[1] جامع الأخبار ص 93 . [2] من لا يحضره الفقيه 4 / 18 . [3] جامع الاخبار ص 93 . [4] من لا يحضره الفقيه 4 / 19 . هذا الحديث مذكور في الكافي في باب أن النساء أشباه ، مروي عن أبى عبد اللَّه عليه السلام قال : رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم امرأة فأعجبته ، فدخل على أم سلمة وكان يومها فأصاب منها ، وخرج إلى الناس ورأسه يقطر ، فقال : أيها الناس انما النظر من الشيطان ، فمن وجد من ذلك شيئاً فليأت أهله « منه » .
38
نام کتاب : الرسائل الفقهية نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 38