فتحصل مما ذكرنا ان ما أقيم على جواز البقاء على تقليد الميت أو وجوبه من الدليل اللفظي الاجتهادي ومن الأصل العملي ، مما لا يصح التعويل عليه . وأما السيرة فأحسن وجوه تقريرها الذي ذكره شيخنا العلامة الأنصاري قده في رسالته المفردة ، فإنه قال : ان السيرة مستمرة من زمان أصحاب الأئمة عليهم السلام على البقاء ، فأنا لم نسمع من أمر الناس بالعدول بعد موت قائله ولا أحدا عدل كذلك مع توفر دواعي نقله ، ولكن أورد عليه بما يرجع إلى جعل فتاوى الأصحاب على ضروب أربعة منها ما يعلم كونه مأخوذا من الرواية المعتبرة المنقولة فيؤخذ ، كما يؤخذ الرواية . كما حكى غير واحد ذلك في فتاوى على بن بابويه قده [1] وكذلك فتاوى الشيخ قده [2] حيث ذكروا ان من تأخر عنه من العلماء مقلدون له فان المراد بالتقليد في ذلك نظير قوله فللعوام أن يقلدوه ، مع أنه في مقام تجويز أخذ الخبر والحكاية عن العلماء .
[1] هو الشيخ الجليل على بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي من شيوخ القميين ورؤسائهم توفي سنة 329 . [2] هو أبو جعفر محمد بن الحسن بن على الطوسي شيخ الطائفة الحقة الإمامية ومقتداهم ولد سنة 385 توفى ليلة الاثنين 22 محرم 460 .