يدلان على عدم انفعال الماء خرج عنه القليل بالأدلة الدالة على انفعاله بالملاقاة ولا بد من إحرازها في الحكم بالانفعال ، ومع الشك فيها يكون المرجع أصالة عدم القلة لكونها أمرا وجوديا مسبوقا بالعدم انتهى كلامه » ويمكن رفع هذا لإيراد بما يستفاد من كلام الشيخ قده . فإنه قال في المقام في طهارته لم يترتب في الأدلة حكم على القليل وانما رتب على ما ليس بكر وهو كلام وجيه وان المراد من الماء في النبوي الشريف وأمثاله ليس مطلق الماء ، بل بمقتضى الأدلة الدالة على عاصمية الكر ، مقيد بكونه كرا ، فالكرية جزء الموضوع للعصمة ، وعدم الانفعال ، بل مما به قوام الموضوع وهو أيضا كلام وجيه ، نعم دعواه بان القلة أمر عدمي غير وجيه فان القلة أمر وجودي عبارة عن مقدار من الماء كما ان الكثرة أمر وجودي ، فالتقابل التضاد كما يظهر من كلام صاحبي الجواهر والحدائق قده سرهما لا تقابل العدم والملكة ولكن مجرد ذلك لا يفي بإثبات مرام صاحب الجواهر قده ومن تبعه من الحكم بطهارة الماء في مفروض المسألة ، لما سيجيء من قيام الدليل على انفعاله فانتظر . واما منعه الكبرى ، فهو متين في غاية المتانة ، إذ لم يعلم بناء