فتغيَّبَتْ شمسُ الهداية * في دُجى الليلِ البهيم [1] قطعت يدُ الدهر القطيعة * ساعِدَ الشرفِ القديم يا أيُّها الدهرُ المشوم * قُتِلتَ من دَهْرٍ مشوم هل تدري ماذا لا دريت * فعلتَ بالشرعِ القويم طاحتْ شظايا قلبهِ * ما بينَ أنيابِ الهمُوم بمصيبةٍ أحللتَها * بفناءِ أنديهِ العلوم هتفَ النعيُّ [2] بمَنْ وطى * بنعالِه هامَ النجوم فرمى المكارمَ مِنْ قسيِّ * النعي أسهمة الوجوم [3] سحبت أراقمُ نَعيِه * قصداً لأفْئدةِ الشهوم [4] فغدوا ولا أيّوب إلا * وهو يعقوبُ الغموم يذري الحُشاشةَ أدمعاً * حمراً أحرَّ من الحميم [5] نُسفت رواسي عزِّه * بزعازع الخطبِ الجسيم [6] خطبٌ لهُ ذهبَ الأسى * بحلُوم أَربابِ الحلوم يا مزهراً بحنادس * الأسحارِ بالذّكرِ الحكيم [7] متململًا يبدي الخشوع * تململَ الرجلِ السليم [8] أفديكَ كَمْ سدلَتْ يدَ * الاشكالِ جُنحَ دجًى بهيم [9] فطويته ببيان شمس * بيانِكَ الشافي العظيم
[1] البهيم : الأسود المظلم . [2] وردت : ( النقي ) ، بدل ( النعي ) . [3] الوجوم : الحزن والكابة . [4] سحبه : جره على وجه الأرض . والأراقم : نوع من الحيات وهو أخبثها وأفطلبها للناس . [5] الحشاشة : روح القلب ورمق حياة النفس . [6] في المصدر السابق : صبره ، والزعازع : الشدائد . [7] الحندس : الليل الشديد الظلمة . [8] السليم : الجريح المشرف على الهلاك ؛ سموه به تفاؤلا بالسلامة . [9] سدل الشعر والثوب : أرخاه وأرسله ، ومن المجاز : أرخى الليل سدوله . وجنح الليل ، بضم الجيم وكسرها : طائفة منه . والدجى : الظلمة .