قال : يا إبراهيم ، هذان الحسن والحسين ، يليان نور أبيهما وأمّهما وجدّهما . قال : إلهي وسيّدي ، وأرى تسعة أنوار قد أحدقوا بالخمسة الأنوار ؟ قال : يا إبراهيم ، هؤلاء الأئمّة من ولدهم . قال : إلهي وسيّدي ، وبماذا يُعرفون ؟ قال : يا إبراهيم ، أوّلهم علي بن الحسين ، ومحمّد بن علي ، وجعفر بن محمّد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمّد بن علي ، وعلي بن محمّد ، والحسن العسكري ، والمهدي محمّد ابن الحسن ، صاحب الزمان ، عليه وعليهم الصلاة والسلام . قال : إلهي وسيّدي ، وأرى أنواراً كثيرة ، لا يحصي عددهم إلَّا أنت . قال : يا إبراهيم ، هؤلاء شيعتهم ومحبّوهم المخلصون . قال : إلهي وسيّدي ، وبم تُعرف شيعتهم ومحبّوهم ؟ قال : يا إبراهيم ، بصلاة إحدى وخمسين ، والتختّم باليمين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، والقنوت قبل الركوع ، وسجدة الشكر . قال إبراهيم : إلهي وسيّدي ، اجعلني من شيعتهم ومحبّيهم . فأنزل الله تعالى في القرآن : * ( وإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْراهِيمَ * إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) * » [1] . قال المفضل بن عمر : إنّ أبا حنيفة لمّا أحس بالموت روى هذا الخبر ) انتهى . أقول : ورواه عنه أيضاً بهذا الإسناد أبو الفضل سديد الدين الشيخ شاذان بن جبرئيل ابن إسماعيل بن أبي طالب القمّي ، نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله ، في كتاب ( الفضائل ) المشهور ، قال رحمه الله كما هي عادته في الأخبار التي يرويها عنه - : وبالإسناد يرفعه إلى عبد الله بن أبي أوفى ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أنّه قال : « لمّا خلق الله إبراهيم الخليل . . . » وساق الخبر بكماله كما مرّ بتفاوتٍ يسير ، لكن في آخره : قال المفضّل بن عمر : ( إنّ إبراهيم عليه السلام لمّا أحسّ بالموت روى هذا الخبر ، وسجد فقبض في سجدته ) .