إسم الكتاب : الرسائل الأحمدية ( عدد الصفحات : 417)
بها للتعويض عن المحذوف كما هو المنقول عن الكوفيّين ليرد ما أُورِد عليهم مِنْ أنَّه خلاف المعهود ، إذ المعهود التعويض بالهاء في العجز ك ( العدة ) لا التعويض بالهمزة في الصدر . وقال البصريّون [1] : إنّه مشتق من ( السمو ) بمعنى العُلوّ والارتفاع لأنَّه رفعةٌ لمسمّاه ، فهو عندهم من الأسماء المحذوفة الأعجاز كيدٍ ، ودمٍ ، وغدٍ ، واصلة سمو ، بكسر الفاء أو ضمِّها ، فحذفت لامه تخفيفاً لكثرة الاستعمال ثمّ أُسقطت حركة فأية حذراً من الاستثقال فأتي بهمزة الوصل حال الابتداء لتعذر الابتداء بالساكن . وآثروا الهمزة على غيرها لأنّها تثبت في الابتداء فيتحصّل بها الغرض وتسقط في الدرْج لعدم الحاجة إليها ، وليس غيرها كذلك . وتظهر ثمرة الخلاف في أصله الموزون به ، فعلى قول ( الكوفيّين ) يكون وزنه ( أعلًا ) وعلى قول البصريين ( أفعاً ) . وقد أرخينا زمام الكلام في هذا المقام بإيراد الأدلَّة من الجانبين ، وترجيح قول الكوفيّين من البين ببعض أدلَّةٍ قويّةٍ في بعض أجوبة المسائل النحويّة . إلَّا إنَّ الإنصاف أنّ قول البصريّين أيضاً قويٌّ متين لسلامته من كثير من التكلَّفات وإنْ كان قول الكوفيّين أوفق بظواهر بعض أخبار الهُداة . وفيه خمس عشرة لغةً جمعت في قول بعضهم : سماة سم واسم كذا سمة سما * لغاتٌ بتثليث الأوائل فاعلما والأصل في همزته أنْ تثبت خطَّاً وإنْ حُذفت لفظاً كغيرها من همزات الوصل ، وإنّما حذفت حين الإضافة إلى اسم الجلالة تخفيفاً لكثرة الاستعمال أو للتعويض عنها بمد الباء ، قيل : أو ليوافق الخط اللفظ [2] . ولا يخفى عدم اطَّراده لانتقاضه بِاسمِ رَبِّكَ [3] إذ لم تُحذف في الخط تبعاً للَّفظ . وعن الكسائي والأخفش جواز حذفها إذا أُضيفت إلى غير اسم الجلالة من
[1] الإنصاف في مسائل الخلاف 1 : 6 - 7 ، التفسير الكبير 1 : 94 - 95 . [2] الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون 1 : 55 . [3] الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون 1 : 55 .